قصة رجل زاد علية الدّين
روي عن رجل انه وقع في كرب شديد وثقل عليه الدين حتى بلغ دينه خمسمائة دينار وعجز عن أدائها وكثر المطالبون بديونهم
فذهب إلى تاجر واستدان منه هذا المبلغ واشترط عليه سدادها في موعد محدد اتفقا عليه وذهب و أرجع الديون لأصحابها ومرت الأيام والليالي والحال يزداد سوء فوق سوء حتى بلغ الأجل محله وجاء موعد سداد الدين والرجل لا يملك درهماً ولا دينار بل ازداد دينه فوق ذاك الدين وجاء التاجر صاحب المال يطلب ماله فلم يجد عنده ما يسدد به دينه فذهب وشكاه للقاضي فحكم القاضي على الرجل بالسجن حتى يسدد الدين فقال الرجل للقاضي :
يا سيدي أمهلني إلى الغد حتى اخبر زوجتي وأؤمن عيالي حتى لا ينشغلوا علي
فقال القاضي للرجل :
وما الضمان انك سترجع غداً ؟
قال الرجل :
ضماني هو رسول الله (ﷺ) فإن لم أرجع فاشهد علي في الدنيا والآخرة أني لست من أمة محمد عليه افضل الصلاة وأتم السلام
وكان القاضي صالحاً فقدر هذا الضمان وقبل وترك الرجل يذهب إلى أهله.
🌟
فلما رجع الرجل إلى بيته وأخبر زوجته بالخبر ما كان من هذه الزوجة الصالحة إلا أن قالت لزوجها بما أن رسول الله (ﷺ) هو ضمانك عند القاضي فتعال لنصلي على رسول الله (ﷺ) لعل الله يفرج عنا ببركته
وجلس الرجل وزوجته يصلون على رسول الله(ﷺ) حتى غلبهم النوم
وإذا بالرجل يرى النبي(ﷺ) في منامه
ويقول له :
إذا كان الصباح فاذهب إلى الوالي وأقرئه مني السلام
وقل له رسول الله (ﷺ) يطلب منك أن تسدد عني الدين
فإن سألك عن علامة صدقك .. فقل له :
هناك علامتان ؟
الأولى :
أن الوالي يصلي علي في كل ليلة ألف مرة لا يقطعها أبداًً
والعلامة الثانية :
هي أنه أخطأ في عدها ليلة البارحة فبشره بأنها قد وصلت كاملة
فلمّا إستيقظ الرجل أسرع إلى والي المدينة فدخل عليه وسلم عليه
ثم قال له :
الرسول ( ﷺ ) يقرئك السلام ويطلب منك أن تسدد ديني
فقال : وكم دينك ؟
قال : خمسمائة دينار
ثم قال الوالي : وما علامة صدقك على ما تقول ؟
فقال الرجل : هناك علامتان
الأولى : انك تصلي على رسول الله (ﷺ) كل ليلة ألف مرة ،
فقال الوالي : صدقت ،
ثم بكى الوالي
فقال الرجل : وأما العلامة الثانية أنك أخطأت بعدها ليلة البارحة ويبشرك رسول الله (ﷺ) بأنها قد وصلت كاملة
فقال الوالي : صدقت ، وازداد بكاؤه فأمر له بخمسمائة دينار من بيت المال ، ثم أمر له بألفين وخمسمائة دينار من ماله الخاص
وقال : هذه إكراما لك ولسلام رسول الله (ﷺ).
فخرج الرجل مسرعا ليدرك القاضي ليسدد دينه ويبر بوعده للقاضي
فلما دخل إلى القاضي ..
وجد القاضي ينتظره وبيده كيس فيه مال فإذا بالقاضي يقول له : أنا سأسدد الدين عنك وهذه خمسمائة دينار مني إليك ؛ لأنني رأيت رسول الله (ﷺ) ببركتك وبسببك
وقال لي : إن أديت عن هذا الرجل أدينا عنك يوم القيامة
وإذا بالتاجر صاحب المال يدخل ويقول للقاضي :
يا سيدي لقد عفوت عنه وسامحته بالدين وهذه خمسمائة دينار هدية مني إليه ؛ لأني رأيت رسول الله (ﷺ) ببركته وبسببه
وقال لي إن عفوت عنه عفونا عنك يوم القيامة
فخرج الرجل من عند القاضي الفرحة لا تسعه وأسرع إلى زوجته وأخبرها بما كان من أمره
كان يطلب من يسدد عنه خمسمائة دينار وها هو يعود إلى بيته ويحمل أربعة آلاف دينار وكل هذا إنما حدث ببركة وفضل الصلاة على سيدنا محمد (ﷺ)
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد فى الأولين وفِي الآخرين وفِي الملآ الأعلى عندك إلى أبد الابيدين
ما صحة قصة الرجل المديون والقاضي الذي فرّجَ الله عنه ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ عبد الله جبر الخطيب
ما صحة هذه القصة ؟
الجواب : مثل هذه القصة لا يعول عليها في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد جاءت الآيات والأحاديث وآثار السلف في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بما فيه غناية وكفاية ، وهذه القصة قال عنها العلماء : ليس لها سند ولاأثر يُذكر ، ولا يُستبعد أن تكون هذه القصة مختلقة موضوعة من بعض الناس، إمّا جهلاً مع عاطفة في حب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن عمدٍ بغرض صرف الناس عن الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي ينبغي أن يعتمد عليها وتنشر بين الناس، لا أن يربطوا بأمثال هذه القصص الواهية . والقاعدة المحكمة أنه لا يعتمد على الرؤى والمنامات في إثبات الأحكام ، فأحكام القضاء لا تبنى على أمثال هذه الدعاوى . والله تعالى أعلم .
وهذه القصة محض افتراء ولا أصل لها والظاهر أنها من إختراع بعض الصوفية المتسلقين على حب النبي ﷺ وفيها مخالفات عديدة
* منها: أن كفالة الميت لا تقبل في وفاء الديون،
فليس للقاضي أن يقبل الإحالة على ميت
* ومنها: أن النبي ﷺ لا يملك يوم القيامة لا قضاء عن
أحد ولا عفوا عن أحد وإنما الذي يقضي ويعفو هو الله
وحده
* ومنها: أن الحديث أصلا منكر لا يثبت عن النبي ﷺ،
وليست القصص وسيلة لإثبات الأحاديث وإنما هي
النقد والأسانيد
الشيخ عمر المقبل
يقول الشيخ بحثتُ عن هذه القصّة فلم أجد لها أثراً ، وبكل حالٍ فإن القاعدة المحكمة أنه لا يعتمد على الرؤى والمنامات في إثبات الأحكام .
وعند التحقيق ، فأحكام القضاء لا تبنى على أمثال هذه الدعاوى ، ولا أستبعد أن هذه القصة مختلقة موضوعة من بعض الناس، إمّا جهلاً مع عاطفة في حب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن عمدٍ بغرض صرف الناس عن الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي التي ينبغي أن يعتمد عليها وتُنشر بين الناس ، لا أن يربطوا بأمثال هذه القصص الواهية
المصادر
http://fatwa.islamweb.net/
رقم الفتوى 283465
http://almuqbil.com
د. عمر بن عبد الله المقبل
دعاء جلب الرزق وسداد الدين
وبخصوص دعاء الرزق وسدّ الدّين فذكرت دار الإفتاء عدة وصايا لتوسعة الرزق منها :
1- تقوى الله والخوف منه
قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ• إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3]
2- صلة الرحم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» أخرجه البخاري في "صحيحه"
3- كثرة الإستغفار
قال الله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا • وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12]
4- كثرة الدعاء
يتوجب الدعاء لجلب الرزق وسد الدين ، فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» أخرجه الترمذي في "سننه"
والله سبحانه وتعالى أعلم