إذا أوى أحدكم إلى الفِراش فلينفض فراشة
قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ : إِذا أَوَى أَحَدُكُم إِلى فِراشِهِ ، فَلْيَنْفُض فِراشَهُ بداخِلَةِ إِزَارِهِ فإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْها ، وإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِه عِبادَكَ الصَّالحِينَ
حديث صحيح ومتفقٌ عَلَيهِ
راوي الحديث : أبو هريرة
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6320
حكم المحدث : [ أورده في صحيحه ]
من حِفاظ الشريعةِ للمسلم في بَدَنِه : أمرُه بنَفْضِ فِراشِه إذا أراد أن يَأوِيَ إليه ، أي إذا أتى إلى فراشه لينامَ عليه ، وذلك " بدَاخِلَة إزارِه " أي بطَرَفِ إزارِه الَّذِي يكونُ تِجاهَ جسدِه في أعلى الإزار ، والإزارُ وهو الثَّوبُ الذي يُحيطُ بالنِّصفِ الأَسفلِ مِن البَدنِ ويَسْتُرُه ، وفي روايةٍ : "ثلاث مَرَّات"، وكونُه بداخِلَةِ الإزار ، قِيل : حتَّى لا يَتَّسِخَ ، ثُمَّ بيَّن سببَ النَّفْضِ بأنَّه لا يَدرِي ما خلَّفه عليه ، أي ما جاء بعدَه وأَعْقَبه في الفِراش ، كقَذَرٍ أو هَوَامٍّ ، ثُمَّ يقول : " باسمِك ربِّي " ، أي مستعيناً باللّه بقوله يا ربِّي " وضعتُ جَنبي ، وبك أَرْفَعُه " عن فِراشي ، فلا حَوْلَ لي ولا قوَّة إلَّا بك ، " إنْ أَمسكتَ نفسي" فقَبَضْتَ رُوحي في مَنامِي " فارْحَمْها ، وإن أرسَلْتَها " وقامتْ مِن منامِها لِمَعاشِها " فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عبادَك الصَّالحين "
وفي الحديثِ : إتخاذُ الأسبابِ المادِّيَّةِ والشرعيَّة لحمايةِ النَّفْسِ من مَخاطِر المخلوقاتِ ومِن أهمِّ ذلك : عِصْمَتُها عن المعاصِي والذُّنوب ، وهذا كقوله تعالى : { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }. (الزمر - 42)
" داخلة الإزار " : طرف ثوبه ، وأنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره ، لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك
وقيل في شرح الحديث :
داخلة الإزار طرفه وحاشيته من الداخل مما يلي الجسد ، وإنما أمره بداخلته دون خارجته حفاظاً على نظافة ظاهر الثوب .. ولأن الغالب في العرب أنه لم يكن لهم ثوب غير ما هو عليهم من إزار ورداء ، وقيد بداخل الإزار ليبقى الخارج نظيفاً ، وقيل : لأن هذا أيسر وأستر ولكشف العورة أقل ، ولا ينفضه بيده حفاظاً على نظافتها أو إصابتها بمكروه من الهوام والمؤذيات التي قد تكون وقعت على الفراش لأنهم كانوا يتركون الفراش في موضعه ليلاً ونهاراً .
وكان النبي ﷺ يقول هذا الذّكر عند النوم اللهم باسمك أحيا وأموت ، أو يقول: باسمك أموت وأحيا اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمهما ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
🌟
كان ﷺ إذا أوى إلى فراشه نفث في يديه ويقرأ سورة قل هو اللّه أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يسمح بهما على ما استطاع من جسده يبدأ برأسه ووجهه وصدره ثم يعود مرة ثانية ثم يقرأ ثانية وثالثة ويمسح على رأسه ووجهه وصدره وما أقبل من جسده ، هذة سُنة عند النوم عندما يضع جنبه للنوم ، ويستحب أن يكون على وضوء وآخر ما يقول : اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت.
ويستحب أيضاً أن يسبح اللّه ثلاثا وثلاثين ، ويحمد اللّه ثلاثا وثلاثين ، ويكبّر الله أربعا وثلاثين كما أوصى النبي فاطمة وعلي بذلك عند النوم ، هذه أذكار مشروعة للمؤمن عند نومه ، وسبقت الأذكار التي يقولها بعد الفريضة ، ويستحب له عند النوم أيضاً أن يقرأ آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] مع ما تقدم ، فينبغي للمؤمن أن يحافظ عليها وأن لا يدعها
ينفض فراشه بطرف ثوبه إذا راح وعاود للنوم عليه فإنه لا يدري ما عقبه فيه ، كونه .. بطرف ثوبه كان هذا أفضل