الوعد القاتل (قصة وعبرة)
.
.
رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة ،
فرأى حارساً عجوزاً واقفاً بملابس رقيقة .
فاقترب منه الملك وسأله: أيها الحارس 💂
ألا تشعر بالبرد ؟!
ألا تشعر بالبرد ؟!
فردّ الحارس : نعم أشعر بالبرد ، ولكنّي لا أمتلك لباس دافئ، فلا مناص لي من التحمّل
( لا أمتلك سوى التحمّل )
( لا أمتلك سوى التحمّل )
فقال له الملك : سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافئ .
فرح الحارس بوعد الملك
ولكن ما أن دخل الملك قصره حتى نسي وعده !
ولكن ما أن دخل الملك قصره حتى نسي وعده !
وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف : "أيّها الملك كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامداً ، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني".
🌟
🌟
وقال الشاعر فى إخلاف الوعد :
يا واعِداً أخلفَ في وعدهِ ... ما الخُلفُ من سيرَةِ أهل الوَفا
ماكانَ ما أَظهَرتَ مِن وُدِّنا ... إِلا سِراجاً لاحَ ثُمَ اِنطَفا
.
.
...
وقال الله تعالى
{ وَأَوفوا بِعَهدِ اللهِ إِذا عاهَدتُم }
{ يا أَيُها الَّذينَ آمنوا أَوفوا بِالعُقود }
{ وَأَوفوا بِالعَهدِ إِنّ العَهدَ كانَ مسؤولا }
{ يا أَيها الَّذينَ آمَنوا لَمَ تُقولونَ ما لا تَفعَلون كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقولوا ما لا تَفعَلون } صدق الله العظيم
.
وحكى أن إسماعيل عليه السلام وعد إنساناً أن ينتظره في مكان فمضى ذلك الإنسان ونسي وعده فعاد إليه بعد ثلاثة أيام أو أكثر وإسماعيل عليه السلام ينتظره في ذلك المكان فتعجب الرجل ، ومدح ربُ العرشِ إسماعيلَ فقال إنه كان صادق الوعد . فى قوله تعالى فى سورة مريم { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (٥٤)}
.
.
.
وفى الحديث الشريف :
قال عليه الصلاة والسلام : (علامة المنافق ثلاث : إِذَا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ).
عنْ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا [ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ ] .
.
وقال الثوري في إخلاف الوعد
( لا تعد أخاك وتخلفه فتعود المحبة بغضةً )
قيل لبعض الحُكماء "بِأَيِّ شئ يُعرف وفاء الرَّجُل دون تجربة وإختبار ؟ قال بحنينه إلى أوطانه ، وتلهُّفه على ما مضى من زمانه "
🌟.
العبرة من القصة :
لا تخلف الوعد فالوعد عهد !
وعودك للآخرين قد تعني لهم أكثر مما تتصوّر .
فلا تخلف وعدًا، فأنت لا تدري ما تهدم بذلك
.
إذا كنت ستخلف وعودك فلا تعطها لأحد فقد يبني أحدهم الأماني والأحلام ثم تقوم أنت بهدمها في لحظة ما فتجعله لايثق في الآخرين مرة أخرى . إذا كنت ستحرمه من فرصة يتوقف تحقيقها علي وعدك ، فاتركه وشأنه ربما قد يحققها له غيرك .