random
أخبار ساخنة

وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه

وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ


اللهمّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً وأعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً 

عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال :-
( مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ ؛ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان
يقول أحدُهما : اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ،
ويقول الآخر : اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً )
[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . أخرجه البخاري ومسلم]

وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه
.

اللهم أعط منفقاً خلفاً

ينبغي للإنسان إذا أنفق أن ينفق من ماله فيما يرضي الله وأن يكون واثقاً بوعد الله سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه :
( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
[ سبأ : 39 ]
(فَهُوَ يُخْلِفُهُ) أي يعطيكم خلفاً ، تعويضاً عنه فى الدنيا واﻷخره
🌟
.

اللهم أعط ممسكاً تلفاً

يعني أتلف اللّه ماله والمراد بذلك من يمسك عما أوجب الله عليه من بذل المال فيه ، وليس كل ممسك يُدعى عليه ، بل الذي يمسك ماله عن إنفاقه فيما أوجب الله ، فهو الذي تدعو عليه الملائكة
بأن الله يتلفه ويتلف ماله.
.

والتلف نوعانتلف حسي ، وتلف معنوي

١- التلف الحسي
أن يتلف المال نفسه بأن يأتيه آفة تحرقه أو يُسرق أو ما شابه
٢- التلف المعنوي
أن تنزع بركته بحيث لا يستفيد الإنسان منه في حسناته

المهم ألا يمر يومك إلا بصدقة يسيرة . . .
    تخلص النية فيها لله ، فيبارك الله فيها و ينميها.
حثنا اللَّه تعالى على الإنفاق في وجوه الخير
   في كثير من آيات القرآن الكريم فقال سبحانه : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌٌ﴾ [البقرة: 261]

وقال جل شأنه: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌٌ﴾ [آل عمران: 92].

وقال تعالى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمٌْ﴾ [محمد: 38].
.
.
وقوله : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )
تعني مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم ، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل ، وفي الآخرة بالجزاء والثواب ، كما ثبت في الحديث : يقول الله تعالى : أنفق أنفق عليك " . وفي الحديث : أن ملكين يصيحان كل يوم ، يقول أحدهما : " اللهم أعط ممسكا تلفا " ، ويقول الآخر : " اللهم أعط منفقا خلفا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا " .

وقال ابن أبي حاتم عن يزيد بن عبد العزيز الطلاس ، حدثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم ، عن مكحول قال : بلغني عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن بعدكم زمان عضوض ، يعض الموسر على ما في يده حذار الإنفاق " . ثم تلا هذه الآية : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )
.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا روح بن حاتم ، حدثنا هشيم ، عن الكوثر بن حكيم عن مكحول قال : بلغني عن حذيفة أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض ، يعض الموسر على ما في يديه حذار الإنفاق " ، قال الله تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) ، وينهل شرار الخلق يبايعون كل مضطر ، ألا إن بيع المضطرين حرام ، ألا إن بيع المضطرين حرام المسلم أخو المسلم . لا يظلمه ولا يخذله ، إن كان عندك معروف ، فعد به على أخيك ، وإلا فلا تزده هلاكا إلى هلاكه " .
هذا حديث غريب من هذا الوجه وفي إسناده ضعيف
.
وقال سفيان الثوري ، عن أبي يونس الحسن بن يزيد قال : قال مجاهد : لا يتأولن أحدكم هذه الآية : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) : إذا كان عند أحدكم ما يقيمه فليقصد فيه ، فإن الرزق مقسوم .
.
قال تعالى ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)

إن الله يبسطك الرزق لمن يشاء
.

تفسير  إبن كثير - Ibn-Katheer

قوله : ( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ) أي : بحسب ما له في ذلك من الحكمة ، يبسط على هذا من المال كثيرا ، ويضيق على هذا ويقتر على هذا رزقه جدا ، وله في ذلك من الحكمة ما لا يدركها غيره ، كما قال تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء : 21 ]
أي : كما هم متفاوتون في الدنيا : هذا فقير مدقع ، وهذا غني موسع عليه ، فكذلك هم في الآخرة : هذا في الغرفات في أعلى الدرجات ، وهذا في الغمرات في أسفل الدركات . وأطيب الناس في الدنيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه " . رواه مسلم من حديث ابن عمرو .
🌟

أيها اﻷخوه الكرام
لو أنَّ رجلاً من الأغنياء قال لك أعط فلانًا كذا وكذا من مالك، وتعال غدًا وأنا أعطيك أفضل من ذلك، فهل تتأخر لحظة واحدة عن هذه الدعوة ؟ فما بالك، والذي وَعَدَ هو اللَّه عز وجل، الغني، الكريم الذي لا تفنى خزائنه، وله ملك السموات والأرض
حيث قال في محكم التنزيل :
وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المزمل: 20]

والقائل سبحانه في الحديث القدسي :
«يا ابن آدم: أَنْفق، أنفق عليك».
[البخاري 4684 ، ومسلم 993]

والله ذو الفضل العظيم ، قال سبحانه :
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ
لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌٌ﴾ [البقرة: 245].

عن أبي هريرة رضي الله عنه
أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم
قال:(من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل اللَّه إلا الطيب، فإن اللَّه يقبلها بيمينه ثم يُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبي
أحدكم فَلُوَّه ( حصان صغير ) حتى تكون مثل الجبل).
[البخاري 1410، ومسلم 1014].
.
فسارع أخي الكريم
في جمع الحسنات قبل أن يفوت الوقت
وإعلم أنَّ ميزان الحسنات يرجح بحسنة واحدة خالصة لله تعالى .


author-img
ᎬᏞᏚᎯᏆᎠ ᏚᎻᎯᏴᎯᏁᎯ

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent